بحث كامل عن التوحد

بحث كامل عن التوحد يتضمن : تعريف اضطراب التوحد، اعراضه اسبابه انواعه، تشخيصه الفارقي حسب اخر المراجع و العلاجات المستخدمة الاطفال المصابين باضطراب التوحد.

مقدمة

يعتبر اضطراب التوحد من بين اكثر الاضطرابات النمائية انتشارا في وقتنا الحالي، ومنذ منتصف القرن العشرين حاول العديد من الباحثين و العلماء و المختصين سواءا في مجال الطب، علم النفس، علم الاعصاب و علوم التربية ايجاد برامج علاجية فعالة تساعد الاطفال المصابين به على الشفاء و تحقيق توازنهم النفسي و الاجتماعي و استعادة نموهم العقلي و المعرفي بشكل سوي.

1. لمحة تاريخية عن اضطراب التوحد

تعتبر الجذور التاريخية للاهتمام بالتوحد موضوعا جدليا، حيث تشير بعض التقارير العلمية إلى أن الاهتمام بهذه الفئة يعود إلى البداية العلمية للتربية الخاصة وتحديدا ً الطفل الذي وجده إيتارد (Itard) في غابات الافيرون الفرنسية وسماه فيما بعد ” فيكتور ” حيث كان يعاني من التوحد إضافة إلى الإعاقة العقلية الشديدة.

في عام 1895 قام “إميل کريستن” و هو طبيب عقلي ألماني وصف احدى حالاته بالخرف المبكر للدلالة على ما يسمى الفصام حاليا.

وقدم الطبيب النفسي بلوير ( Bleuler ) أول وصف للتوحد وذلك عند حديثه عن الانسحاب الاجتماعي لدى الأشخاص الفصاميين وشبهه بما وصفه فرويد ( Freud ) بالإثارة الذاتية ( outo-eroticism ) والانسحاب من الواقع واللعب بأجزاء الأشياء والتكيف المحكوم بالمشاعر وهي من الصفات الرئيسية للتوحد. (1)

في عام1943 ، قام الاطباء النفسيين ليون كاني وهانز أسبرجر بنشر ورقة بحثية تصف فيها حالة خاصة من الاطفال يعانون من عزلة اجتماعية وصعوبات في التواصل، و اعتبر هذا التقرير الاول للحالات التي تشبه التوحد عام. (2)

وأشارت التقارير إلى أن الطبيب الأمريكي ليو كانر (Leo Kanner)  كان يقوم بفحص مجموعة من الأطفال المتخلفين عقليا بجامعة هوبكنز بولايات المتحدة الأمريكية ، وقد لاحظ الباحث كانر أنماط سلوكية غير عادية ل 11 طفل كانوا مصنفين على أنهم متخلفين عقليا، ومن بين تلك السلوكيات التي لحظها في أولئك الأطفال الإحدى عشر هي عدم إدراكهم بوجود الناس حولهم، و عدم إستخدام اللغة اللفظية في التواصل، ومن خلال هذا لاحظ كانر أن سلوكيات هؤلاء الأطفال الإحدى عشر تختلف بدرجة كبيرة عن ما يصدر عن أقرانهم المتخلفين، و بالتالي هم يمثلون فئة أخرى غير التخلف العقلي، وقد تم بعد ذلك فحص الإضطراب و تشخيصه على أنه نمط من فصام الطفولة .

وقد تواصل في الخمسينيات و الستينيات تشخيص هذه الفئة على أنها نوع من الفصام الطفولي فقد ورد ذلك في الطبعة الثانية DSM 2 للقاموس الإحصائي لتشخيص الأمراض العقلية . (3)

في الطبعة الثالثة من” دليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية  DSM 3 ، تم تعريف مصطلح اضطراب التوحد اول مرة كتصنيف طب و عام – 1991 استخدم مصطلح  طيف التوحد حيث انتقل من الفهم الطبي للتوحد إلى مفهوم” طيف التوحد “، مما يعكس التنوع الكبير في الاعراض والتحديات التي يواجهها الافراد المصابين بالتوحد.

كانت فترة التسعينيات فترة تسارع  الابحاث و الدراسات المعمقة التي حاول الباحثون من خلالها فهم أسباب التوحد وكيفية التدخل الفعال، و  زاد الاهتمام بتطوير استراتيجيات التدخل المبكر والتعليم المخصص للافراد ذوي التوحد.

و في سنة 2013 تم اصدار الطبعة الخامسة من” دليل التشخيصي و الاحصائي  للاضطرابات العقلية الخامس DSM 5  تم إدراج اضطراب “طيف التوحد” كتصنيف لتجميع مختلف الحالات المتعلقة بالتوحد. (4)

اما في 2022 السنة التي تم فيها اصدار  النسخة الأحدث من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية و العقلية الخامس المعدل و المنقح DSM-5-TR ، تم الحفاظ على الوصف العام لاضطراب طيف التوحد كما ورد في النسخة السابقة  DSM-5 (2013)، دون تعديل في المعايير التشخيص الأساسية، لكن مع إدخال تحديثات اصطلاحية وتفسيرات طفيفة تهدف إلى تعزيز الدقة الاكلينكية. (5)

تاريخ مصطلح التوحد يعكس التطور العلمي للحالة، من ارتباطه بالفصام إلى اعتباره طيفا نمائيًا مختلفا، مع تغيرات كبيرة في التشخيص، الرعاية، التعليم و التقبل الاجتماعي.

2. نسبة انتشار اضطراب طيف التوحد

بحسب البيانات المنشورة في سنة 2023 من طرف مركز السيطرة على الامراض و الوقاية منها فإن نسبة الاصابة بالتوحد عند الاطفال هي 1 من 36 طفل في الولايات المتحدة الامريكية في سنة 2020.

 

 

 

 

كما نشرت نفس الهيئة جدول يبين نسبة انتشار التوحد في امريكا مع تفاصيل اخرى مثل سنة الميلاد و سنة الاحصاء ( نشرت في 2023 )

اما عالميا، فتشير احصائية منشورة في موقع منظمة الصحة العالمية الى ان نسبة اصابة باضطراب طيف التوحد تقدر بطفل واحد في كل 100 طفل و ذلك في سنة 2023، فيما تغيب الاحصائيات و نسب الانتشار الدقيقة عن الدول العربية.

3. تعريف اضطراب التوحد autism 

أصل كلمة التوحد Autism  هي من كلمة إغريقية و هي تنقسم إلى نصفين ، الأولى Aut  و تعني النفس أو الذات ، أما الكلمة الثانية فهي Ism و تعني الإنغلاق ، وبالتالي autism  تعني الإنغلاق و الانطواء على الذات و عدم القدرة على اقامة العلاقات الاجتماعية و التواصل مع الاخرين بشكل سوي.(2)

حسب الجمعية الامريكية للتوحد ASA

تعرفه على أنه عجز أو إعاقة نمائية تستمر مدى الحياة تظهر بشكل متزامن خلال السنوات الثالثة الاولى من العمر نتيجة الاضطرابات العصبية التي تؤثر على وظائف المخ. (2)

تعريف التوحد حسب الدليل التشخيصي و الاحصائي الرابع المعدل DSM 4  (2000)

التوحد حالة من القصور المزمن في النمو الارتقائي للطفل، يتميز بانحراف و تأخر في نمو الوظائف النفسية الأساسية المرتبطة بنمو المهارات الاجتماعية و اللغوية و تشمل الانتباه والإدراك الحسي و النمو الحركي و تبدأ هذه الأعراض غالبا خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر الطفل. (7)

تعريف التوحد حسب الدليل التشخيصي و الاحصائي للاضطرابات العقلية الخامسDSM 5   (2013)

التوحد نوع من الاضطرابات النمائية المركبة يظهر في السنوات الثالث الاولى من حياة الطفل، وينتج عن اضطرابات عصبية تؤثر في وظائف الدماغ، وتظهر على شكل مشكالات في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي، وغير اللفظي، و نوع من النمطية و التكرار في الانشطة الحركية و اللفظية. (4)

تعريف التوحد حسب الدليل التشخيصي و الاحصائي للاضطرابات العقلية الخامس المعدل DSM 5  TR  (2022)

يعرف التوحد كاضطراب في النمو العصبي يتميز بوجود اربع معايير تشخيصية و هي :

صعوبات في التواصل و التفاعل الاجتماعي.

أنماط سلوكية واهتمامات أو أنشطة متكررة و محدودة.

ظهور الأعراض في مرحلة الطفولة المبكرة.

ان تؤثر تلك الاعراض بشكل بارز على الحياة اليومية للفرد.(5)

تعريف منظمة الصحة العالمية WHO  لاضطراب التوحد

التوحد أو اضطرابات طيف التوحد هو مجموعة من الاضطرابات النمائية المتعلقة بنموالدماغ،  حيث يتصف التوحد ببعض الصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللغوي، وردود الفعل غير الاعتيادية، و غالبا من تظهر هذه الاعراض في السنوات الاولى للطفل.  (8)

الجمعية الوطنية للأطفال التوحديين في أمريكا NSAC

تعرف التوحد على أنه عبارة عن مظاهر المرضية الأساسية التي تظهر قبل أن يصل عمر الطفل إلى 30 شهرا و يتضمن عدة مظاهر كإضطراب سرعة النمو ، و إضطراب في الإستجابات الحسية للمثيرات ، وكذا إضطراب في الكلام و اللغة و إضطراب في التعلق و الإنتماء للناس . (9)

تعريف APA لاضطراب التوحد

تعرف الجمعية الامريكية للطب النفسي APA التوحد ASD او طيف التوحد Autism spectrum disorder  بانه اضطراب نمائي عصبي معقد مزمن و مستمر مدى الحياة  يتميز بقصور و صعوبة في التواصل الاجتماعي و اهتمامات محدودة جدا و سلوكيات متكررة، و تختلف شدة الاضطراب التوحد من مريض الى اخر. (10)

القاموس الفرنسي الأرطفوني

يعرف التوحد على أنه إضطراب في النمو العصبي يمس بصفة حادة ولاسيما الجانب التواصلي و السلوكي للفرد و تتعدد مصطلحات التوحد كالذاتوية ، ذهان الطفولة و الإجترارية . (11)

القانون الأمريكي لتعليم الأفراد المعوقين IDEA

عرف التوحد على أنه إعاقة تطورية تؤثر بشكل ملحوظ على التواصل اللفظي و غير اللفظي و التفاعل الإجتماعي، و تظهر الأعراض الدالة بشكل ملحوظ قبل سنة الثالثة من العمر، و تؤثر سلبيا على أداء الطفل التربوي و تؤدي كذلك لإنشغال الطفل بالنشاطات المتكررة و الحركات النمطية و مقوامته للتغيير البيئي أو التغيير في الروتين اليومي .(12)

تعريف التوحد حسب الجمعية البريطانية لألطفال المتوحديين

اضطراب في معدل النمو وسرعته واضطراب حسي عند الاستجابة للمثيرات، كما يواجه المصاب بالتوحد اضطرابات في التحدث و الكلام و اللغة، اضافة الى التعلق بالاشياء والموضوعات و الاشخاص.

تعريف المختص في الطب النفسي للأطفال Leo Kanner

أهتم كانر بدراسة مظاهر التوحد عند الأطفال و أطلق عليه بالتوحد الطفولي المبكر، و قد عرف التوحد الطفولي، أنه أولئك الأطفال الذين يظهرون إضطرابا في اكثر من مظاهر كصعوبة تكوين العلاقات مع الآخريين و العزلة وإنخفاض مستوى الذكاء ،و النمطية و تكرار الأنشطة الحركية و الكلمات، إضافة إلى إضطرابات في الإستجابة  المظاهر الحسية .(13)

4. أنواع التوحد autism

قسم الباحثين اضطراب التوحد الى عدة انواع من بينها:

التوحد الكلاسيكي

يكون الطفل مصابا بالتوحد الكلاسيكي عندما تظهر عليه بعض الصفات، وهي.

أن الطفل لديه صعوبة في استعمال اللغة أو لا لغة لديه من الأساس.

يبدو كما لو انه لا يريد الاندماج في المجتمع، و لا يلعب مع الأطفال الآخرين.

معاناة الطفل أيضا من صعوبات عامة في التعلم، و التي يكون لها تأثير واضح وصريح في جميع نواحي حياته عند اجتماعها مع الصعوبات الأخرى. و

يعد التوحد الكلاسيكي أعلى الحالات الحادة من اضطراب طيف التوحد.

متلازمة أسبرغر

تكون الإصابة بمتلازمة أسبرغر” عندما يقوم الطفل على الأقل في العامين الأولين أو الأعوام الثلاثة الأولى من مرحلة الطفولة بتطوير اللغة لديه بشكل طبيعي نسبيا.

إلا انه على الرغم من تطور اللغة لديه، يتسم كلامه بصفات غريبة ، فقد يطور مفردات لغوية ممتازة مع قدرة على استعمال الكلام لتوصيل المعنى بشكل صحيح، إلا أن انسيابية كلامه و اتزانه يبدو أن كما لو أنهما صادران عن إنسان ألي مع صوت رنان، و طابع رسمي على نحو غريب.

كما انه قد تتطور لديه صعوبات خطيرة في النواحي الاجتماعية للغته و التي تؤثر بشكل خطير في قدرته على تكوين علاقات اجتماعية فعالة مع البالغين أو الأطفال الآخرين.

متلازمة ريت

و هو اضطراب عصبي نمائي لا يظهر إلا على الإناث و يظهر أثناء الميلاد و تصبح أكثر في السنة الثانية من العمر، ويلاحظ فيها فقط حركات اليد الموجهة أو الهادفة وتحل محلها حركات رتيبة متكررة تشمل عصر أو لوي اليد و التصفيق، و الأفراد ذوي متلازمة ريت يصابون بإعاقات متعددة عميقة و يتطلبون مساندة طوال حياتهم، و تشخص هذه المتلازمة من خلال المسح الجيني.

اضطراب الطفولة التفككي

يتميز بالنمو الطبيعي في أول عامين من حياة الطفل ثم يحدث فقدان في المهارات السابق اكتسابها في التعبير و الفهم اللغوي و التكيفية في التحكم في التبول و التبرز و اللعب و المهارات الحركية.

كما يتسم هذا الاضطراب بحدوث نمو طبيعي للطفل خلال أول عامين من حياته على الأقل ثم يفقد الطفل المهارات التي اكتسبها من قبل.  (7)

كما إقترح كل من سيفن Sevin و ماتسون  Matson و لو Loe  و في Fee  نظاما تصنيفيا من أربع مجموعات وهي :

المجموعة التوحدية البسيطة جدا ( المنحرفة )   Atypilal Group

يظهر أفراد هذه المجموعة العدد الأقل من الخصائص التوحدية و المستوى الأعلى من الذكاء .

المجموعة التوحدية البسيطة Mildy Autistic Group

يظهر أفراد هذه المجموعة مشكلات إجتماعية وتعلقا قويا بالأشياء ، و الروتنية ، كما يعاني أفراد هذه المجموعة من تخلف عقلي بسيط و إلتزام باللغة الوظيفية .

المجموعة التوحدية المتوسطة Moderately Autistic Group

و يتميز أفراد هذه المجموعة بإستجابات إجتماعية محدودة أو أنماط شديدة من السلوكيات النمطية ( كتأرجح ) ،ولغة وظيفية محددة و تخلفا عقليا متفاوت الشدة .

المجموعة التوحدية الشديدة Mildy Autistic Group

يتصف أفراد هذه المجموعة بأنهم معزولون إجتماعيا ولا توجد لديهم مهارات تواصلية وظيفية ، كذلك فهم يعانون في الغالب من التخلف العقلي . (9)

5. اعراض التوحد 

تختلف و تتنوع أعراض إضطراب التوحد عند الطفل  و هي تنقسم إلى ما يلي :

الأعراض السلوكية

• النشاط الزائد الملحوظ أو الخمول و الكسل المبالغ فيه
• نوبات الغضب و البكاء الحادة قد تكون لأتفه الأسباب
• عدم وجود تواصل بصري بين الطفل التوحدي و الشخص الذي يتكلم معه
• تكرار كلام الآخرين بشكل ملحوظ و مبالغ فيه و غياب القدرة على التواصل
• إضطراب في التعلق ، بحيث يبدي الطفل التوحدي تعلقه بالأشياء الغريبية كأثاث المنزل مثلا
• النمطية في التصرفات ( كتحريك الرأس أو جسم ذهابا و إيابا ) ، وعدم تقبل التغيير و الإحتفاظ بروتين معين  (11)

الأعراض الإجتماعية

• تأخر النمو الإجتماعي و الإنفعالي بصفة عامة و عدم القدرة على بناء العلاقات مع أفراد العائلة خاصة الوالدين
• الإنطواء و الرغبة في ممارسة الأنشطة الترفيهية و اللعب منفردا
• إظهار السلوك الإنسحابي في المواقف الإنفعالية و المناسبات الإجتماعية. (3)

الأعراض الإنفعالية

من أبرز الأعراض الإنفعالية التي نلاحظها في الطفل التوحدي هو النقص الواضح في الإستجابة للآخريين و الفشل في الإستجابة لمحاولات التدليل و العناق و العطف ، وبالتالي يتميز أطفال التوحد بالبرود العاطفي الشديد و بلادة المشاعر و عدم القدرة على تطوير علاقات إنفعالية و عاطفية مع الآخرين ، خاصة مع الوالدين . (14)

كما يلاحظ على أطفال التوحديين أيضا إستخدام السلوك العدواني الموجه نحو واحد من أفراد الأسرة أو أكثر ، و يتميز هذا السلوك العدواني بالبدائية ويكون متمثلا في العض و الخدش و حتى الرفس ، وقد يوجه الطفل التوحدي سلوكه العدواني نحن ذاته أيضا و ذلك من خلال إلحاق الأدى بجسده عن طريق عض نفسه أو ضرب رأسه مع الحائط  ، وغالبا ما تسبق هذه السلوكيات نوبات الغضب الشديدة والتي يعبر عنها أحيانا بهز إلى الأمام و الوراء أو الركض في أرجاء الغرفة أو المشي في حلقة دائرية و غيرها من التصرفات التي قد يستصعب على أهل الطفل فهمها . (13)

الأعراض اللغوية

مشاكل النطق و الكلام من أهم المشاكل التي يعاني منها أطفال التوحد ، حيث أن غالبية هؤلاء الأطفال يعانون من مايلي :

• تأخر  النطق أو إنعدامه عند بعض الحالات
• تكرار الجمل و الكلمات بشكل مبالغ فيه
• سوء إستخدام الضمائر ( مثلا يذكر إسمه بدلا من أن يقول أنا ، أو يقول أنا بدلا من أنت )
• عدم القدرة على تسمية الأشياء بأسماءها الحقيقية ، وقد يسميها بكلمات غير مفهومة و بدون معنى
• صعوبة الإستجابة للأسئلة و التعليمات و الحفاظ على إستمرارية المحادثة. (15)

6 . أسباب الاصابة باضطراب التوحد

أسباب نفسية

في السنوات الأولى التي تم التعرف فيها على إضطراب التوحد فسر بعض الأطباء النفسيين المتأثرين بنظرية التحليل النفسي لسيغموند فرويد على أن التوحد نتيجة التربية الخاطئة التي إنتهجها الأبوين ( بالأخص الأم )  خلال مرحلة النمو الأولى من عمر الطفل ، وهدا ما يؤدي به إلى إضطرابات ذهنية عديدة  ، ومن بين هؤلاء العلماء العالم النفسي برونو بيتلهيم ( Bruno Bettleheim ) الذي أرجع إصابة الطفل بإضطراب التوحد سببه خلل التربوي الصادر عن الأم ، , واطلق برونو مصطلح ” الأم الثلاجة “.(12)

وقد أشارت ميريلا كياراند في دراستها التي أجرتها في سنة 1992 إلى أن العوامل النفسية تساهم في إبراز أهمية التكوين الأولى لشخصية الطفل.

أما الطبيب الأمريكي kanner  فقد فسر أعراض الإصابة بالتوحد لدى الأطفال إلى عدم نضج و تطور الأنا و هذا يحدث في حالتين ، أولا نمو الأنا بطريقة خاطئة خلال ثلاث سنوات الأولى من حياة الطفل و ثانيا نتيجة المناخ النفسي الذي يعيش فيه الطفل و أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة  و شخصية الأبوين و صحتهما النفسية غير السوية . (16)

أسباب إجتماعية

ترجح بعض الدراسات إلى أن إصابة الطفل بإضطراب التوحد  سببه إحساسه بالرفض من والديه و إحساسه بالحرمان العاطفي، إضافة إلى تفاقم المشاكل الأسرية و بالتالي يؤدي بالطفل إلى الخوف و إنسحابه من محيطه الإجتماعي و الإنطواء على الذات ، وقد إعتقدkanner  أن العزلة الإجتماعية و الإهمال هما أساس المشكلة التي أدت إلى كل السلوكيات الأخرى غير سوية .

وقد وجد كانر kanner أن جميع أباء الأطفال الذين تم تشخيصهم كانوا ذات تحصيل علمي عالي، لكن كانوا يتميزون بتصرفات غريبة إضافة إلى الصرامة و العزلة و إجتهادهم في مهنهم و أعمالهم على حساب إلتزماتهم العائلية و الأسرية، لهذا يرى كانر أن توحد الطفولة المبكر قد يكون عائدا إلى وراثة الطفل لعامل البعد أو إنعزال الأب عن الأسرة، أو نتيجة للأساليب التنشئة  الغريبة التي يعتمد عليها الأبوان في تربية إبنهما. (13)

أسباب بيوكيماوية

وجود خلل في الكروموزومات الطفل الموروثة من الأم ، مثل هشاشة الكروموزوم إكس حيث يصيب هذا المرض حولي 15 % من الأطفال التوحديين الذكور .

تناول الأم لبعض أنواع أدوية أثناء فترة الحمل ( مثل أدوية الصرع ).

كما يرجع بعض الباحثين إصابة الأطفال بالتوحد إلى مرض الفينيل كيتونوريا  أو داء التصلب الدرني أو داء الأورام العصبية الليفية، و كل هذه الأمراض المذكورة هي أمراض جينية. (17)

المشكلات التي تتعرض لها الأم أثناء الحمل والولادة مثل نقص الاكسجين أو الولادة المبكرة أو إدمان الأم الكحوليات.

قد تتسبب بعض الفيروسات وبعض الأمراض المعدية في إصابة التوحد، حيث اثبت العديد من الابحاث أن العدو الفيروسية خاصة في المراحل المبكرة من الحمل قد تؤدي إلى مجموعة من الإضطرابات التطورية النمائية بما فيها التوحد و من بين الأمراض المعدية التي تم الإفصاح المرتبطة فيروس الحصبة الالمانية، فيروس الهيرس، الفيروسات التي تؤدي إلى تكاثر الخلايا وزيادة عددها الفطريات المبيضة. (18)

و أثبتت العديد من الدراسات أن ثلث أطفال التوحد وجدت في دمهم معدلات مرتفعة من هرمون السيروتونين  و قد أكدت تلك الدراسات وجود علاقة ذات دلالة بين معدل السيروتونين المرتفع في الدم و نقص في السائل النخاعي الشوكي، حيث وجد أن هناك عدم توافق مناعي بين خلايا الأم و الجنين مما يؤدي إلى موت بعض الخلايا العصبية.(13)

اطلع على المزيد حول اسباب التوحد

7. تشخيص اضطراب التوحد 

يتم تشخيص حالة الطفل التوحدي من قبل فريق متكامل من الأخصائيين ، وهم كما يلي :

• طبيب أعصاب
• طبيب نفسي
• طبيب أخصائي متخصص في النمو
• اخصائي نفسي عيادي
• أخصائي علاح لغة و أمراض النطق
• أخصائي علاج مهني . (3)

يتم تشخيص التوحد عبر الرجوع إلى جداول ثابتة بها معايير لتشخيص هذا المرض، ومن المعروف أنه هناك تصنيفين لأمراض الطب النفسية وهو معتمد به على المستوى العالمي، و لكل تصنيف أقسامه الخاصة بإضطراب التوحد، أحدهما تقدمه الجمعية الأمريكية للطب النفسي APA و يسمى الدليل التشخيصي و الإحصائي للإضطرابات العقلية اختصاره DSM، أما الثاني فتقدمه منظمة الصحة العالمية و يسمى اختصارا ب ICD التصنيف الدولي للأمراض . (17)

تشخيص التوحد حسب معايير الدليل الاحصائي و التشخيصي الخامس المعدل   DSM-5-TR (2022)

في هذا الاصدار الاخير لم تختلف الامور الرئيسية عن الاصدار السابق DSM 5 (2013)  انما هناك بعض الاختلافات الطفيفة في المصطلحات، و يتم تشخيص التوحد ( او طيف التوحد) حسب دليل DSM 5 TR المحدث بعد ظهور الاعراض التالية :

أ – عجز دائم في التواصل والتفاعل الاجتماعي عبر سياقات متعددة،

يظهر من خلال:

• عجز في التبادل الاجتماعي العاطفي.
• عجز في السلوكيات غير اللفظية.
• عجز في تنمية العلاقات أو الحفاظ عليها بما يتناسب مع المستوى النمائي.

ب – أنماط سلوك أو اهتمامات أو أنشطة مقيدة ومتكررة، يظهر منها اثنان على الأقل:

• حركات أو استخدامات نمطية ومتكررة للكلام أو الأشياء.
• الافراط ملحوظ في التمسك بالروتين اليومي ومقاومة التغيرات.
• اهتمامات شديدة التقييد و غير طبيعية في الشدة أو التركيز.
• فرط أو نقص في التفاعل الحسي.

ج – يجب أن تكون الأعراض موجودة منذ مرحلة النماء المبكر.

د- تسبب الأعراض اختلالا في مجالات الحياة اليومية.

ملاحظة: لا يمكن تفسير الأعراض بشكل أفضل من خلال إعاقة ذهنية أو تأخر عام في النمو. (5)

تشخيص التوحد حسب معايير ICD 11

في تصنيفICD-11 الصادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO)سنة 2019، تم توحيد تشخيصات التوحد تحت اسم واحد هو:

Autism Spectrum Disorder اضطراب طيف التوحد

البند: 6A02

وذلك بدلاً من التشخيصات المنفصلة كما كان سابقا في  ICD-10 مثل التوحد الطفولي، ومتلازمة أسبرجر و غيرهم.

حتى يتم تشخيص الطفل بطيف التوحد بحسب ICD 11 يجب توفر مايلي :

عجز ملحوظ في التواصل الاجتماعي المتبادل، يتجلى في:

أ – صعوبات في بدء أو الحفاظ على التفاعل الاجتماعي.

• قلة الفهم للمواقف الاجتماعية.
• ضعف استخدام السلوكيات غير اللفظية (مثل النظرات، الإيماءات، تعابير الوجه)

ب – نمط سلوكيات واهتمامات وأنشطة مقيدة ومتكررة

• مثل:حركات جسدية متكررة.
• التشبث بالروتين .
• اهتمامات ضيقة ومكثفة.
• استجابات حسية غير معتادة (اما بالفرط أو نقص)

ج – تبدأ الأعراض في مرحلة الطفولة المبكرة

لكن قد لا تلاحظ هذه الاعراض بالكامل حتى يبدأ الطفل بالخروج من المنزل و الاتحاق بالروضة او المدرسة، أو قد لا يتم التعرف عليها حتى سن لاحق إذا كانت الأعراض خفيفة.

يتم تصنيف اضطراب طيف التوحد حسب وجود أو غياب تأخر أو اضطراب لغوي مصاحب، و/أو إعاقة ذهنية مصاحبة.

أمثلة:

• اضطراب طيف التوحد دون إعاقة ذهنية ومع لغة وظيفية
• إعاقة ذهنية وبدون لغة وظيفية
• لا يُشترط وجود تأخر لغوي كما كان في ICD-10.
• ياخد ICD 11 المستوى النمائي للطفل والاختلافات الثقافية بعين الاعتبار عند عملية التشخيص. (19)

أطلع ايضا، دراسات سابقة عن التوحد

8. التشخيص الفارقي لاضطراب طيف التوحد و الاضطرابات الاخرى

بحسب الدليل الاحصائي و التشخيصي للاضطرابات العقلية الخامس المعدل و المنقح 2022 DSM 5 TR فإن اضطراب طيف التوحد تتداخل اعراضه مع تسعة اضطرابات مختلفة على الأقل و هي كما يلي :

1. اضطراب التواصل الاجتماعي
2. الإعاقة الذهنية
3. اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
4. الفصام
5. اضطرابات اللغة
6. اضطرابات القلق الاجتماعي
7. الاضطرابات الحركية
8. الحرمان العاطفي الشديد
9. اضطرابات اخرى نادرة مثل متلازمة رايت Rett Syndrome ومتلازمات وراثية و عصبية أخرى.

كما تتشابه اعراض التوحد مع بعض الاضطرابات الاخرى منها :

• إضطراب الطفولي التفككي
• متلازمة الكرومسوم إكس الهش
• الإعاقة السمعية
• صعوبات التعلم

9. علاج اضطراب التوحد

يهدف العلاج النفسي للأطفال المصابين بالتوحد إلى تعديل سلوكهم و محاولة إكسابهم المهارات الضرورية بهدف دمجهم مع المحيط الخاص بهم وذلك من خلال تحسين تفاعلهم الإجتماعي، و تنمية بنيتهم المعرفية و الحد من السلوك غير السوي، وقد تتخلل جلسات العلاج النفسي لطفل التوحدي تناول بعض الأدوية النفسية التي تخفض أعراض المرض و تساعد الطفل على الإسترخاء و الهدوء و التعلم، كما يتوجب على المعالج تقديم الإرشادات و التوجيهات النفسية اللازمة لأسرة الطفل التوحيدي وذلك لضمان فعالية الخطة العلاجية. (17)

و من أبرز أساليب و طرق علاج التوحد المستخدمة هي :

العلاج بالادوية و العقاقير

يهدف العلاج الدوائي لحالات التوحد إلى تعديل المنظومة الكيميائية العصبية التي تؤدي بالطفل إلى السلوك غير السوي مثل العدوانية و إيداء الذات و الإكتئاب، و من أبرز الأدوية و العقاقير المستخدمة في علاج التوحد هي :

عقار الفينفلورامين Fenfluramin

يعمل هذا العقار على خفض مستوى السيروتونين في الدم مما قد يحسن من القلق الزائد والتقلبات المزاجية و الاضطرابات الحركة.

عقار أمفيتامين Amphetamines

يستعمل هذا الدواء لتخفيض النشاط الزائد وله تأثيرات على التركيز و الانتباه.

عقار النالتريكسون Naltrexone

يعمل هذا العقار على خفض من حدة السلوك العدواني أو إيذاء الذات ويستخدم مع الاشخاص ذوي التوحد الذي لديهم مستوى عال من الاندروفين الداخلي في الدم.

عقار السكرتين Secretin

هو هرمون طبيعي في الجسم يقوم بهضم وامتصاص الطعام والمواد التي تدخل الجسم، تقوم وظيفته في تنظيم وظائف المعدة والامعاء وتحفيزها على إنتاج إنزيم الببسين المحفز لانتاج مادة السيروتونين وتحفيز البنكرياس على إفراز البيكربونات والانزيمات الهاضمة وتحفيز الكبد على إفراز العصارة الصفراء، وتناول هذا الهرمون أحدث تحسين في الكلام والتواصل البصري. (20)

العلاج بالفيتامينات و المكملات الغدائية

تبين العديد من الابحاث ان امعاء الاطفال المصابين بالتوحد لا تمتص الكثير من الفيتامينات الموجودة في نظامنا الغدائي و لذلك فان اجسامهم تحتاج الى العديد من الفيتامينات و المكملات الغدائية لضمان القيام بالوضائف الحيوية للجسم ومن ابرز الفيتامينات التي يتم استعمالها في الخطة العلاجية لاضطراب التوحد هي :

الكالسيوم

عنصر رئيسي لوظيفة الدماغ والجهاز العصبي، يحتاجه الطفل الذي يعاني من سوء هضم الحليب و مشتقاته.

فيتامين A زيت كبد الحوت

يعمل على تحسين التواصل و تعزيز الوظائف الذاكرة.

فيتامين E

يحسن الدورة الدموية ووظيفة المخ.

البرامج التربوية و التعليمية المتخصصة

تعتبر البرامج و المناهج التربوية و التعليمية المتخصصة و الموجهة حصرا للأطفال ذوي التوحد مهمة جدا في الخطة العلاجية، و غالبا ما تكون هذه البرامج عبارة عن أنشطة يقوم بها الطفل التوحدي بحسب قدراته و امكانياته، و تكون تحت اشراف مربين متخصصين و اخصائيين نفسانيين لهم تكوين خاصة مع هذه الفئة، من ابرز البرامج المستخدمة :

• برنامج سان رايز Son Rise
• برنامج علاج الحياة اليومية هيجاشي  Higashi
• برنامج TEACCH علاج و تعليم الأطفال التوحديين و ذوي الإعاقة التواصلية المصاحبة . (20)

نظام ABA المعرفي السلوكي

هو مصطلح من المدرسة السلوكية و يعني تطبيق مبادئ سلوكية معينة لخلق ارتباطات تؤدي إلى حدوث التعلم أو خلق ارتباطات جديدة، و تطبيق كل ذلك في الحياة الواقعية و التعامل مع مشكالات الأطفال السلوكية إلا انه مع أطفال التوحد و ذوي اضطرابات النمو غالبا ما يستخدم ABA كإستراتيجية للتدريس.

و يطبق ABA في المنزل في السن الصغير نظرا لأهمية التدخل المبكر و يطبق أيضا في المدرسة بكل ما يتضمن من تقنيات، و غالبا ما تعتمد طريقة ABA على التطبيق الفردي، و تتراوح ساعات تطبيق البرامج ABA فيما بين 30-40 أسبوعيا، كما تركز طريقة ABA على تعزيز السلوك الايجابي بدلا من التوبيخ و التعنيف والعقاب .

تغطي برامج ABA جميع المهارات من تحسين المهارات الاجتماعية، التواصل، الرعايا الذاتية، مهارات اللعب، و اشتراك الأسرة في تطبيق هذه طريقة يساهم إلى حد كبير في تحقيق النجاح.

أن الهدف الرئيسي من طريقة ABA هو تعميم التعلم المكتسب في الجلسات الفردية ليستخدمه الطفل في مواقف مختلفة، ولتحقيق ذلك فان منهج ABA الجيد يتطلب تنويع الأنشطة اللعب مهارية و الحركية و اجتماعية .

يتطلب أيضا تنويع في اماكن العمل و غرفة الجلسات، المنزل ، السيارة ، الشارع.. وتنويع المربين  و الاخصائين. وكنتيجة لهذا التطبيق سيكون لطفل بعض المهارات اللغة و بعض المفاهيم والمهارات عن طريق الملاحظة و التقليد . (21)

علاج التوحد عبر التحليلي النفسي

إن العلاج الطفل التوحدي بإستخدام التحليل النفسي قديم نوعا ما، و ينقسم إلى مرحلتين اساسيتين و هما :

أولا : يقوم المعالج بتزويد الطفل بأكبر قدر ممكن من التدعيم والإشباع و تجنب الإحباطات و تعزيز الثبات الإنفعالي ، وثانيا : يركز المعالج النفسي على تطوير المهارات الإجتماعية كما تتضمن تأجيل و إرجاع الإشباع و الإرضاء . (13)

ومن خلال هذين الخطوتين الاساسيتين ، يمكن للمعالج تعديل السلوك الإجتماعي للطفل التوحدي و تنمية مهارته الإجتماعية والتي تبدو أكثر ما تبدو في تدريبه إلى إرجاع الإشباع ، ويتم هذا عن طريق كل من له دور في تنفيد الخطة العلاجية خاصة الوالدين و المعلم . (22)

و عادة يكون العلاج بالتحليل النفسي لاطفال التوحد علاجا ثانويا، و ليس اساسيا.

العلاج المعرفي

يرى رواد النظرية المعرفية أن أطفال التوحد هم إنتقائيون في إنتباهم و ذلك راجع أصلا لخلل إدراكي لديهم، فهم بذلك لا يستطيعون الإستجابة لمثير واحد فقط في وقت واحد بصريا أو لمسيا أو غيرهما ، وقد وجدت بعض تلك الدراسات إلى أن التوحد يشكل مجموعة من الإضطرابات النمائية مختلفة الشدة و الإنتشار ، والتي تستوجب على المعالجيين بدل جهود مكثفة تستهدف تحسين الفهم و الادراك و مختلف العمليات العقلية .

كما ألحت بعض الدراسات الأخرى على ضرورة التعليم المتخصص لأطفال التوحد، و عدم دمجهم مع الاطفال الاسوياء في المدارس العادية،  إضافة إلى التلقين و الرد على البرامج المقدمة لأجل جلب الإنتباه و عدم التشتت، مع الأخد بعين الإعتبار التشخيص المبكر و التدريب على التركيز المشترك و التواصل البصري خلال السنة الأولى و الثانية من عمر الطفل.(16)

إضافة إلى هذه الأساليب العلاجية، هناك العديد من الأساليب الأخرى المتبعة في علاج التوحد و هي كالآتي :

• العلاج بالموسيقى.
• العلاج بالاحتضان.
• العلاج بالتكامل الحسي.
• العلاج بطريقة Lovaas.
• العلاج عبر نظام ماكتون Makaton.
• العلاج عبر نظام بكس PECSنظام التواصل عن طريق نظام الصور.

خاتمة

بالرغم من النسبة الانتشار الكبيرة لاضطراب التوحد بين الاطفال في مختلف دول العالم ومنها العربية، و بالرغم من التطور التقني و اقحام مجال الذكاء الاصطناعي Ai في المجال الطبي و الطب النفسي و الاختبارات و المقاييس النفسية، إلى ان التوحد لا يزال اضطرابا مبهما في العديد من الجوانب و ذلك بسبب تداخله مع كثير من الاضطرابات النفسية و العقلية، ليبقى التشخيص المبكر و المساندة الاجتماعية و الاسرية و التعليم الخاص اهم الخطوات العلاجية المنتهجة حتى يومنا هذا.

اطلع ايضا،رسائل ماجستير عن التوحد pdf

المصادر و المراجع

(1) الشيخ ذيب ، رائد (2005)، الدورة الأولية في التوحد، مؤسسة كريم رضا سعيد (برنامج الإعاقة في سورية ) دمشق .

(2) دهقان عبد الحق، (2023)، تاثير اضطراب التوحد على الاداة الوظيفي للاسرة، مذكرة ماستر علم النفس العيادي، جامعة ابن خلدون تيارت الجزائر.

(3) باسي هناء، (2016)، أساليب المعاملة الوالدية لأطفال ذوي إضطراب التوحد، مذكرة ماستر ، جامعة قاصدي مرباح ورقلة الجزائر.

(4) الشيخ عثمان ،عبد المالك سمية، (2024)،تقييم اللغة الشفوية عند الطفل التوحدي في البيئة الصحراوية ، مذكرة ماستر تخصص امراض اللغة و التواصل، جامعة وهران محمد بن احمد الجزائر.

(5)

American Psychiatric Association. (2022). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (5th ed., text rev.; DSM-5-TR). Washington, DC.

(6) يولوند لوفتيس. 28/04/2025. احصائيات التوحد في 2024. موقع autismparentingmagazine.com

(7) بوشمال مروة، حجاج أنفال ،(2023)، بعض المشكالات السلوكية لدى اطفال اضطراب طيف التوحد من وجهة نظر المربيين دراسة استكشافية – بالمركز النفسي البيداغوجي للمعاقين ذهنيا و بالاقسام الخاصة بولاية تقرت.

(8) التوحد، 30 اذار مارس 2022. موقع WHO منظمة الصحة العالمية.

(9) محمد بن خلف الحسيني الشمري،(2007)، تقويم البرامج المقدمة للتلاميذ التوحديين في المملكة العربية السعودية، رسالة ماجيستر.منشورة، الجامعة الأردنية.

(10) ماهو اضطراب طيف التوحد. موقع الجمعية الامريكية للطب النفسي APA، يناير 2024 .

(11) قالي فوزية، (2015 )، تقييم الخصائص السلوكية عند الطفل التوحدي بتطبيق مقياس ST CARS 2 المعياري،  مذكرة ماستر، منشورة،  جامعة العربي بن مهيدي، أم البواقي الجزائر.

(12) مجدي فتحي غزال، (2007)، فاعلية برنامج تدريبي في تنمية المهارات الإجتماعية لدى عينة من الأطفال التوحديين في مدينة عمان، رسالة الماجستير، الجامعة الأردنية.

(13) سوسن شاكر الجلبي،(2015)، التوحد الطفولي أسبابه خصائصه تشخيصه علاجه ، دار و مؤسسة رسلان لطباعة و النشر و التوزيع، دمشق سوريا .

(14) لمياء عبد الحميد بيومي، ( 2008 )، فاعلية برنامج تدريبي لتنمية بعض مهارات العناية بالذات لدى الأاطفال التوحديين، رسالة دكتوره  منشورة  جامعة قناة السويس .

(15) الفرحاتي السيد محمود ، مرفت العدروس أبو العينين ، نعيمة محمد المقدامي ، فاطمة سعيد الطلى .(2015) .إضطراب التوحد دليل المعلم و الأسرة في التشخيص .

(16) حسام محمد أحمد علي، (2014)، فعالية برنامج معرفي إلكتروني قائم على توظيف الإنتباه الإنتقائي في تحسين إستجابات التواصل لدى أطفال التوحد، رسالة ماجستير، جامعة جنوب الوادي.

(17) جيهان أحمد مصطفى،(2008)، التوحد، دار أخبار اليوم مصر.

(18) عواد فاطيمة الزهراء، مرزاق رشيدة، (2022)، برنامج تدريبي قائم على القصص التفاعلية الرقمية في تنمية مهارات الإنتباه المشترك لدى الطفل التوحدي  دراسة شبه تجريبية على ثلاث حالات من أطفال التوحد، مذكرة ماستر علم النفس العيادي، جامعة ابن خلدون تيارت الجزائر.

(19)

World Health Organization (2019). International Classification of Diseases, 11th Revision (ICD-11)

(20) بودايب إسمهان، خماس رقية، (2021)، استخدام برنامج تيتش في التكفل بالطفل التوحدي في الجزائر، مذكرة الماستر في علم النفس المدرسي، جامعة وهران 2 الجزائر.

(21) بن حمو محمد الهادي، 2021، استراتجيات الفهم الشفهي و علاقتها بالذاكرة الدلالية عند الطفل التوحدي، اطروحة دكتوراه علم النفس اللغوي و المعرفي، جامعة الجزائر 2.

(22) نبيه إبراهيم إسماعيل، (2009)،إشكالية الإضطرابات النفسية إضطراب التوحدي مفهومه تشخيصه علاجه و كيفية التعامل معه، مركز الإسكندرية للكتاب